مقال الفائزة ناريمان طلال عن اسباب شغفها بكوريا
مرحبا اسمي ناريمان طلال سلامة سأحكي لكم تجربتي مع كوريا ولماذا كوريا وكيف اكتشفت موهبتي بسبب كوريا لقد بدأت في حب كوريا منذ كنت صغيرة.
منذ ٩سنوات كنت أحب مشاهدة الدرامات الكورية كثيرا وكنت أحب احترام الكوريين لكبار السن واحترامهم بثقافتهم وعاداتهم مثلنا نحن العرب أيضا كنت أحب تقديرهم للوقت وأهمية العمل والتكنولوجيا كلما كنت أشاهد الدراما الكوريه كان يعجبني الأماكن التاريخية مثل المنازل التقليدية التي كانت تصاميمها مميزة كان يعجبني نظام التدفئة المنزلية قديما وكان يعجبني في المنازل التقليدية أنها تتميز بالرسومات التي كانت ترسم يدويا عليها بألوان المبهجة الثابتة والمضادة للمياه و الأمطار. ومن خلال الدراما شاهدت المناظر الطبيعية الرائعة في كوريا مثل جزيرة جيجو وشاهدت كيف كان يتم العلاج التقليدي القديم الوخز بالإبر التي حتى عصرنا الحالي يتم اللجوء آلية دون أي عمليات جراحية وأيضا العلاج بالأعشاب الكورية حقا ما أجمل العلاج من الطبيعة دون دخول المواد الكيميائية إليها،
أيضا أحببت اللغة الكورية وكنت أحفظ وأنا صغيرة بعض الكلمات التي كانت تتكرر في دراما كثيرا مثل انيوهاسيو أو كوماوايو كنت أكون سعيدة جدا حين أقول لامي كلمه كورية وتشجعني لحفظ الكلمات وتقول لي هذه الكلمات ستكون مفيدة ليكي حين تذهبين إلى كوريا مثل ما تتمنين ومن خلال مشاهدتي لدراما الكورية ايضا تعرفت علي الثقافة الكورية مثل ماذا يفعلون في الأعياد وتعرفت علي الأطعمة الكورية التي أرها صحية والمناسبة لجميع الأذواق؛
وكان أول دراما شاهدتها هي دراما جوهرة القصر ومن هنا وقعت في حب الملابس التقليدية الكورية الهانبوك وفي كل مرة أشاهد الدرامات التاريخية كنت أتمنى أن أرتدي يوما ما الهانبوك لم أجد في بلدي مكان لبيع الهانبوك أو تأجيره وكان من الصعب أن اشتري من كوريا ومرت الأيام والسنوات وكان يزداد شغفي وحبي اتجاه الهانبوك حتى بدأت أبحث علي الانترنت عن كتب تاريخ الهانبوك واترجم الكتب واقرأها وكان لدي فضول حول تصميمة كنت ابحث عن الفديوهات لزيادة معلوماتي عنه ومع الوقت تعلمت الخياطة واصبح لدي ماكينة خياطة وحين إنتهيت من المرحلة الاخيرة من المدرسة كان لدي خياريين للمرحلة الجامعيه اماادرس أدارة اعمال او ابحث علي منحة للهانبوك.
بدأت في البحث كثيرا أن أجد منحة لدراسة الهابنوك في كوريا ولكن لم أجد وقررت أن اختار دراسة إدارة الأعمال في جامعة عين شمس رغم أنني أحب دراسة التجارة وإدارة الأعمال كثيرا ولكن كنت أتمنى أدرس الهانبوك أيضا ولكن لم أستسلم من البحث.
وفي عامي الأول في جامعتي حدث أمر غير متوقع وهو فيروس كورونا الذي جعل الجميع محجوزا في المنزل لفترات طويلة لم أستطع الذهاب إلى الجامعة كانت الدراسة أون لاين فقط رغم أنه كان لدي الكثير من الحماس للتجول في جامعتي والتعرف علي طلاب جدد وحضور المحاضرات في المدرجات ولكن لم يحدث شيء من هذا وحتى لأأدخل في اكتئاب قررت أستثمر وقتي في أشياء مفيدة حتي لا أشعر بالملل.
نظمت وقتي جزء لدراستي الجامعية أون لاين والجزء الآخر هو لهوايتي للخياطة أو تعلم لغة جديدة أو مشاهدة الدرامات الكورية حين كنت أتصفح علي الإنترنت وجدت إعلانا عن أكاديمية "ك_انفلانسير" لكل محبي كوريا انضممت إليها وبدأت أحضر المحاضرات أون لاين وأتعلم كيفية مونتاج الفيديوهات وتصحيح المعلومات حول كوريا للمجتمع من معلمين كوريين من خلال الأكاديمية تعرفت علي اصدقاء جدد يحبون كوريا أيضا وفي نفس الوقت وجدت ايضا موقع جديد اسمه "ك_فرندس" وانضممت فيه كان بنسبة لي ممتع جدا أن أجتمع مع محبي كوريا من حول العالم في جروب واحد ومشاركة تجاربي مع كوريا ومعلوماتي عنها كان هناك مكافأت مختلفه لأفضل منشورات وكان افضل عضو في الجروب ينشر منشورات عن كوريا ويتبع شروط الموقع يذهب رحلة الي كوريا،
لقد شاركت في ايفينتات ونشر المنشورات المتنوعة عن كوريا مثل النساء الغواصات الكوريات الذين يحبسون أنفاسهم لفترات طويلة تحت الماء لاصطياد الأسماك وغيرها من عالم البحار وكنت أيضا انشر عن الهانبوك وعن أنواعه تم اختياري من ضمن أفضل عضو لنشر المنشورات عن كوريا ولكن بسبب كورونا تم إلغاء جائزة الرحلة إلى كوريا لهذا قل حماسي بتنزيل المنشورات بانتظام كل يوم وقررت أشارك معلوماتى في الوقت الذي أكون متفرغة فيه.
وحين كنت أبحث عن الهانبوك كالعادة علي الإنترنت جاءت لي فرصة أن أجد كورس تعلم تفصيل الهانبوك أون لاين وكان هذا أول مرة يحدث بسبب كورونا من كوريا كنت متحمسة كثيرا رغم أن تعليم تفصيل الهانبوك صعب أن يكون أون لاين لان كل الدروس عملية ليست نظرية ولكن لان لدي خبرة في التفصيل ولدي ماكينة خياطة بالفعل أخيط عليها ملابسي كنت أحاول الفهم من فيديو الشرح على قدر المستطاع ولكن من الرغم أنني استقطع التفصيل كان الأمر صعبا أن أتعلم تصاميم جديدة عبر الإنترنت ولكنلم استسلم بسهولة كنت أتبع الخطوات واراجع فديوهات الكورس وكلما اخطأت في قص القماش كنت اتعلم من اخطائي كنت احاول كثيرا مع نفسي فشلت عدة مرات ولكن كان لدي إصرار وحماس في صنعه حتي لفت انتباه جميع عائلتي ماذا افعل كانوا يشجعونني ومتحمسين مع حماسي ويساعدوني كانت هناك جملة يقولها لي كلما شعرت بتعب ومحاولات الفشل كانوا يقولوا 'ناريمان نحن متأكدين انكى تستطيعي فعلها'
حتى حصلت علي النتيجة جيدة في النهاية وحين انتهيت من صنع الهانبوك الخاص بي بعد عدة محاولات من الفشل وحين ارتديت الهانبوك شعرت شعورا لا يوصف كنت سعيدة جدا لقد اخترت الألوان ونوع القماش واخترت الزينة وصنعت الاكسسورات من الجيد ارتداء شيء كنت تحلم به ولكن من الرائع أن تصنعه بنفسك وها أنا قد حققت حلمي في ارتداء الهانبوك الذي كنت أحلم في ارتدائه منذ وقت طويل.
كنت مترددة في نشر صور الهانبوك علي الإنترنت في البداية كنت أقول لنفسي هل يا ترى سأجد تعليقات جيدة أو محبطة بعدها بفترة طويلة ذهبت مخاوفي وقررت أن أنشر الصور مع كتابة قصتي عبر حسابي علي موقع التواصل الاجتماعي وشاهدت إعجابا شديدا من أصدقائي ومتابعيني وتشجيعي علي استمرار في تحقيق حلمي وشعرت أنني أريد صنع المزيد من تصاميم الهانبوك ولدي أفكار عديدة.
وفي عام ٢٠٢١ بدأت أرسم افكارى وترتيبها وخطة تنفيذها وبدأت بالفعل وفجأة وجدت مراسلين من مختلف البلاد عبر الانترنت يصنعون لقاءات معي ويتحدثون عن موهبتي في صنع الهانبوك شاركت في مسابقات للهانبوك منها مسابقة قصتي مع الهانبوك كان معي في التصفيات المؤهلة مشاهير منافسين مثل 'كيم ميسو ' المغربية ومن رغم أنها هي من ربحت في النهاية ولكن كانت تجربة جيدة بنسبة لي.
بعدها بفترة شاركت في ايفنتات ومسابقات للهانبوك أخرى ونجحت فيها مثل ايفنيت الذي حصلت منه علي هدية من تصاميم مصممه الهانبوك الكورية 'دانها' مصممه الهانبوك لفرقة 'بلاكبينك' العالمية كانت الهدية بنسبة لي تشجيعية أعجبني تصميمها كثيرا وتمنيت حين أكبر أكون مثلها مشهورة بتصاميمي للهانبوك المميزة بعدها قدمت في موقع كوريا. كنت وتم تعييني مراسلة فخرية وهذا الموقع حكومي تابع لكوريا الجنوبية يقوم محبو كوريا من أنحاء العالم بكتابة تجاربهم ومعلومات حول كوريا لنشرها علي الموقع باللغات مختلفة لتعريف الثقافة الكورية للعالم بعد إعلان قبولي أرسل لي شهادة تعيين رسمية من الموقع ووسام وبعض الهدايا أخذتها عن طريق المركز الثقافي الكوري.
وفي يوم جاءت لي مكالمة أنني سأشارك في حدث مهم وكان مطالب مني أن أصمم هانبوك من تصاميمي لشخصية مهمة والتفرغ للفترة القادمة لحضور الاجتماعات والتدريب علي الحدث واختبار كورونا وكان هذا في الوقت امتحاناتي لعامي الثالث في الجامعة عام ٢٠٢٢ ولكنني لم أستطع اترك فرصة مثل هذه فقررت أن حاول،
وبالفعل رتبت جدولي كان مزدحما جدا لدرجة أنني كنت أنام ساعات قليلة فقط حتى أستطيع الاستمرار لليوم الذي بعدة انتهيت من تصميم الهانبوك المصغر وبعد الاجتماع اكتشفت أن هذا التصميم للسيدة الأولى السابقة 'كيم جونغ سوك' وإن الرئيس وزوجته سيأتون إلى مصر قريبا كان هذا الخبر بنسبة لي صدمة كبيرة لم أتوقعها أبدا لم أتخيل أبدا أنني يوما ما أصنع هانبوك من تصاميمي للسيدة الأولى أو حتى أرها كانت لدي مشاعر توتر وسعادة لا توصف وفي كل يوم يقترب يوم الحدث كنت أتوتر أكثر خاصتا حين اكتشفت أنني سأجلس جانبها قبل الحدث بيوم كنا نتدرب في مكان الحدث لعدة ساعات أتذكر هذا اليوم جيدا رجعت إلى المنزل في وقت متأخر وكنت متحمسة جدا ولم أستطع النوم،
وفي يوم التالي قبل الحدث جلسنا نتدرب للمرة الأخيرة كنت متوترة كثيرا قبل وصول السيدة الأولى وحين دخلت المكان ورأيتها مرتديه الهانبوك مثلي كنت سعيدة جدا وانتهى التوتر جلست بجانبي ألقت التحية لي تكلمت معها وأعطيتها هدية هانبوك مصغر من تصاميمي كانت متواضعة كثيرا تفاجأت حين عرفت أنها ستعطينا هدية وكانت الهدية ألعابا تقليدية كورية فتحت الهديةوشرحت لنا كيفية العب بها بعد الانتهاء من الحدث كنت أريدها أن توقع علي الهدية التي اعطاتني أيها وبالفعل لم تترد ووقعت علي الهدية وأيضا التقطنا بعض الصور وأخذت سلفي معها وقد انتهى الحدث،
ولكن لم ينته حماسي بدأت في صنع المزيد من تصاميم الهانبوك وبعد فترة جاءت مكالمة لي للحضور إلى السفارة الكورية في مصر لاستلام هدية من البيت الأزرق موقع عليها الرئيس السابق والسيدة الأولى السابقة كنت سعيدة جدا استلمتها من الوزير المفوض 'تشوي بيونج سون' وبعدها بداء الكثير يراسلني لتصميم الهانبوك لهم منها السفارة الكورية في مصر تكلمت معي لعمل فيديو وأنا أقوم بخياطة تصميم هانبوك من تصاميمي ولقاء معي بعد تصميم الهانبوك لم أتوقع أنه سيكون بهذا الجمال لقد رأيت أفكاري تتدافع في حماس وحب لأحصل على هذه النتيجة ومع كل خطوة أتقدمها للأمام بسبب حبي لكوريا كنت أفتخر بنفسي كثيرا بما حققت وتخطيت من المراحل الصعبة،
ولأن لكل مجتهد نصيب أتمنى لكل شخص لديه حلما أن يسعى وراءه ولا يستسلم ويعمل ما يحب أنني الآن في نهاية مرحلتي الأخيرة في جامعتي ولكن بنسبة لي هي بداية لمرحلة جديدة لتحقيق حلمي الثاني وفي النهاية أحب أقول شيئا وهو حين اخترت كوريا وأحببت ثقافتها وبدأت في إظهار حبي لكوريا وحبي للهانبوك والسعي وراء حلمي لدراسة الملابس التقليدية الكورية وجدت اهتماما من كوريا لي وترحيبا لحبي بثقافتهم وتشجيعا لاستمرار وجدت تقديرا لحبي لهذا سأظل أحب كوريا دائما واستمر في طريقي لتحقيق حلمي ودراسة الهانبوك في كوريا.
